​نُشِرَتْ دِرَاسَةٌ جَديدَةٌ لِلأُسْتَاذِ الدُّكْتورِ "مُصْطَفَى تكِينِ" بِعُنْوَانِ " البِنَاءُ المُعَاصِرُ لِلفِكْرِ الإِسْلَامِيِّ"


رَكَّزَ "تَكَّيْن" فِي هَذِهِ الدِّرَاسَةِ عَلَى إِعَادَةِ بَنَّاءِ الفِكْرِ الإِسْلَامِيِّ فِي مُوَاجَهَةِ الأَزْمَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالاِقتِصَادِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ فِي عَالَمِنَا الحَاضِرِ، وَالدَّوْرُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى عَاتِقِنَا وما يَنْبَغِي القِيَامُ بِهِ.
لَفَتَتِ الدِّرَاسَةُ اِنْتِبَاهَنَا إِلَى المُشَكَّلَاتِ الرَّئِيسَةِ المُتَعَلِّقَةِ بِكَيْفِيَّةِ المَنْظُورِ العَقْلِيِّ المَطْلُوبِ فِي البِنَاءِ المَنْهَجِيِّ لِلَفَّكْرِ، وَتُنَاقِشُ مَا يَجِبُ القِيَامُ بِهِ قُبِيل بَنَّاءِ الفِكْرِ المَنْهَجِيِّ.
وَيُشِيرُ "تَكَّيْن" فِي بَحْثِهِ إِلَى أَنَّ عَالَمَنَا المُعَاصِرَ يُمِرُّ بِأَزْمَةٍ مُتَعَدِّدَةِ الْأَبْعَادِ، وَيَرَى أَنَّ هَذِهِ الأَزْمَةَ تُغَذِّي مُشَكَّلَةَ المَعْنَى فِي الطَّبِيعَةِ الشُّمُولِيَّةِ لِلحَدَاثَةِ وَاِدِّعَاءَاتِهَا فِي العَالَمِيَّةِ وَأُسُسِهَا التَّنْوِيرِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ، وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى فَإِنَّ مَا بَعْدَ الحَدَاثَةِ فِي رَأْيِهِ يُشَوِّهُ الحَقِيقَةَ وَيَزِيدُ مِنْ تَعْمِيقِ هَذِهِ الأَزْمَةِ.
وَالسَّبَبُ الْفِكْرِيُّ الْكَامِنُ وَرَاءَ هَذِهِ الأَزْمَةِ رغْمَ كُلِّ الْإِنْتَاجِ الْعِلْمِيِّ وَالتَّرَاكُمِ المَعْرِفِيِّ إِنَّمَا يَتَمَثَّلُ فِي مُشَكَّلَةِ المَعْنَى النَّاتِجَةِ عَنْ عَدَمِ تَأْسِيسِ عَلَاَّقَةٍ سَلِيمَةٍ بِمَا فَوْقَ الْوُجُودِ الْمَادِّيِّ.
فِي هَذَا السِّيَاقِ هُنَاكَ حَاجَةٌ مَاسَةٌ إِلَى نَمُوذَجٍ يَقْدِرُ عَلَى تَجَاوُزِ الأَزْمَاتِ الحَالِيَّةِ.
كَذَلِكَ تُرَكِّزُ الدِّرَاسَةُ عَلَى البِنَاءِ النَّمُوذَجِيِّ لِلْفِكْرِ الإِسْلَامِيِّ مُنْطَلَقَةً مِنْ فَرْضِيَّة أَنَّ الإِسْلَامَ هُوَ النَّمُوذَجُ القَادِرُ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى الأَزْمَاتِ الحَالِيَّةِ، مَعَ أَنَّهَا لَا تَدَّعِي أَنَّ لَدَيْهَا أَسَاسًا مِنْهَجِيًا يُبْنَى عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهَا تُنَاقِشُ القَضَايَا الرَّئِيسَةَ فَقَط فِي هَذَا المَوْضُوعِ.
كَمَا أَنَّهَا تُلْفِتُ أَنْظَارَنَا إِلَى المُشَكَّلَاتِ الْعَمَلِيَّةِ الَّتِي تُؤَثِّرُ فِي العَقْلِ البَاطِنِ لِلمُجْتَمَعَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَتُقَدِّمُ التَّحْلِيلَات المُوَجَّهَةَ إِلَى المُكَوِّنَاتِ الَّتِي سَيُؤَسَّسُ الفِكْرُ الإِسْلَامِيُّ نَفْسُهُ عَلَيْهَا.